أخبار العرب

الضربة الإسرائيلية على قطر: تفاصيل صادمة تكشف أسرار قصف الدوحة

تعتبر قطر واحدة من أغنى وأقوى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتلعب دورًا محوريًا في الوساطة لوقف حرب غزة. لذا، عندما انتشرت أخبار ضرب الدوحة من قبل الطيران الإسرائيلي، تصاعدت تساؤلات لا حصر لها، متجاوزة حدود المنطق والمعهود في العلاقات الدولية.

لم يكن السؤال الوحيد يدور حول من ضرب، بل الأهم هو: لماذا حدث ذلك؟ وكيف؟ وما هي الأيادي الخفية التي لعبت دورًا في هذا الحدث الجلل؟

هذه المقالة تتعمق في تفاصيل ما جرى، مستندة إلى معلومات وتحليلات تكشف أبعادًا غير متوقعة للواقعة، وتضع علامات استفهام حول سياسات القوى الكبرى وحقيقة التحالفات.


حقائق صادمة حول ضربة الدوحة: ردود الفعل الغامضة

في ظل حدث بهذا الحجم، يتوقع المرء ردود فعل قوية وحاسمة من حلفاء الدولة المستهدفة. لكن ما حدث كان على النقيض تمامًا.

فعندما تلقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نبأ ضرب قطر، وهي حليفة أساسية لأمريكا، لم يبدُ عليه أي علامات للصدمة أو الغضب. بل على العكس، قام بجمع حكومته وتوجه لتناول العشاء في أحد مطاعم واشنطن، متحدثًا بثقة وارتياح تام، وكأن شيئًا لم يكن.

هذه اللامبالاة تثير تساؤلات جوهرية:

  • كيف لرئيس أقوى دولة في العالم أن يتعامل بهذه البرودة مع اعتداء على حليف استراتيجي؟
  • ألم يكن من المفترض أن يعرب عن حزنه أو استنكاره؟
  • أم أن هناك ما هو أبعد من الصورة المعلنة؟

الإنذار الأمريكي المتأخر

الأمر لم يقتصر على رد فعل ترامب فقط، بل امتد إلى التساؤلات حول توقيت “الإنذار الأمريكي”. فقد صرح مسؤولون أمريكيون أن مبعوث الإدارة الأمريكية، ستيف ويتكو، كُلف بتحذير القطريين قبل الضربة الإسرائيلية.

لكن وزير الخارجية القطري صرح بأن الأمريكان تواصلوا معهم بعد عشر دقائق من بدء الهجوم الإسرائيلي. هذا التأخير يضع علامة استفهام كبيرة حول مدى جدية التحذير، وما إذا كان الغرض منه إخلاء مسؤولية أمريكية، أم أنه جزء من سيناريو أكبر وأكثر تعقيدًا.

التساؤل الأكثر إلحاحًا الذي يتجنبه الإعلام العربي هو: من أين انطلق الطيران الإسرائيلي لضرب الدوحة؟


الرواية الرسمية أم مؤامرة معقدة؟ سر اختراق الأجواء العربية

المسافة بين إسرائيل وقطر تبلغ حوالي 2200 كيلومتر في الخط المستقيم. لكي تتمكن الطائرات الإسرائيلية من قطع هذه المسافة وتنفيذ ضربتها، كان لزامًا عليها اختراق أجواء دول عربية متعددة مثل:

  • الأردن
  • سوريا
  • العراق
  • المملكة العربية السعودية

النقطة المحورية هنا هي الأجواء السعودية، التي تشكل الجزء الأكبر من المسافة. فهل اخترقت الطائرات الإسرائيلية هذا الكم الهائل من الأجواء دون رصد؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف عادت هذه المقاتلات؟

معضلة التزود بالوقود

العودة تتطلب طائرات للتزود بالوقود في الجو، وهي طائرات كبيرة ويسهل رصدها بالرادارات.

  • إذا كانت المقاتلات الإسرائيلية قد نجحت في التخفي من الرادارات العربية أثناء الذهاب، فكيف لم يتم رصد طائرات التزود بالوقود الضخمة أثناء العودة؟
  • هذا الغياب التام لأي رصد أو اعتراض من قبل الدفاعات الجوية العربية يفتح الباب أمام سيناريوهات أخرى أكثر إثارة للقلق.

ويشير ذلك إلى أن هناك قصة أكبر بكثير وراء هذا الهجوم، قصة قد تكون دول خفية لاعبًا أساسيًا فيها.


دور الدول الخفية: بريطانيا على خط النار؟

مع تزايد علامات الاستفهام حول عملية القصف، ظهر موقع متخصص في رصد تحركات الطيران يدعى “كناري”. هذا الموقع فجر مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفًا عن وجود طائرتي تزود بالوقود تابعتين لسلاح الجو الملكي البريطاني كانتا تحومان قبالة السواحل القطرية وقت تنفيذ الضربات الإسرائيلية.

مؤشرات على التنسيق البريطاني

هذا الكشف يضيف بعدًا جديدًا للعملية، ويشير إلى تورط مباشر لدولة ثالثة لم تكن في الحسبان.

  • لوحظ وجود السفير البريطاني في البيت الأبيض مباشرة بعد قصف قطر.
  • تم التقاط صور له وهو يغادر بعد لقاءات داخلية.
  • هذا التسلسل للأحداث يعزز فكرة وجود تنسيق مسبق ودور بريطاني محتمل.

السؤال هنا يصبح: هل كانت القوات الجوية القطرية على علم بوجود هذه الطائرات ولم تقم بإسقاطها؟ أم أن الأمر كان أبعد من ذلك؟

الطائرات المشاركة في العملية

التقارير الإسرائيلية ادعت أن الطائرات المشاركة كانت من طرازات:

  • F-15
  • F-16
  • F-35

لكن الخبراء يشيرون إلى أن:

  • طائرات F-15 وF-16 يسهل رصدها بالرادار، وتحتاج إلى التزود بالوقود مرتين لقطع هذه المسافة ذهابًا وإيابًا.
  • طائرات F-35 تتميز ببصمة رادارية منخفضة جدًا، مما يجعل رصدها صعبًا للغاية.

هذا يقود إلى احتمال قوي بأن الطائرات المستخدمة كانت من طراز F-35.

وزير الخارجية القطري نفسه صرح بأن “العدو الإسرائيلي استخدم أسلحة لم يكشفها هذا الرادار”، مما يدعم فرضية استخدام طائرات شبحية أو تكنولوجيا متقدمة جدًا.


الكشف عن الدوافع الحقيقية: لماذا سُمح بضرب قطر؟

تفاصيل الضربة الإسرائيلية على قطر
تفاصيل الضربة الإسرائيلية على قطر

التفاصيل التي كشفت عنها صحيفة “إسرائيل هيوم” تسلط الضوء على الدافع الرئيسي وراء السماح بالضربة. فقد أفادت الصحيفة أن دونالد ترامب أرسل رسالة إلى رئيس الوزراء القطري قبل 24 ساعة من القصف، تضمنت:

  • “مبادرة أخيرة”
  • “تحذيرًا أخيرًا” لحماس

الضغوط الأمريكية على قطر

المبادرة الأمريكية طلبت من قطر ممارسة كافة الضغوط الدبلوماسية لإقناع حماس بقبول العرض الأمريكي، وإلا فإن أمريكا “سيكون لديها جهود لطرد وفد حماس من قطر”.

  • بالفعل، اجتمع رئيس الوزراء القطري مع وفد من حماس.
  • حضر بعض أفراده خصيصًا من خارج قطر.
  • طُلب منهم قبول العرض الأمريكي.

رد حماس كان القبول بشروط، أبرزها الحصول على ضمانات أمريكية إضافية.

لكن العرض الأمريكي كان يتطلب الإفراج عن الرهائن أولاً قبل الدخول في مفاوضات حول وقف الحرب. ولهذا طلبت حماس ضمانات بأن المفاوضات ستؤدي بالفعل إلى إنهاء الحرب.

التوقيت الصادم للقصف

الاجتماع الأول لم يفض إلى نتيجة نهائية، فتم تحديد اجتماع ثانٍ في اليوم التالي.

في هذا الوقت:

  • تلقت حماس تهديدات أمريكية مباشرة من وسطاء مختلفين.
  • طيران الاحتلال قصف الدوحة بينما كان وفد حماس مجتمعًا لدرس الرد على الرئيس الأمريكي.

هذا التوقيت لا يمكن أن يكون مصادفة، ويؤكد أن ترامب كان على دراية تامة بمواعيد الاجتماعات، بل وكان هو من يوجه التهديدات الأخيرة بطريقة غير مباشرة.


الرسائل الخفية من الهجوم: إسرائيل أولاً

القناة 14 الإسرائيلية، التي توصف بأنها لسان حال بنيامين نتنياهو، تباهت بتفاصيل الهجوم، مشيرة إلى:

  • مشاركة 15 طائرة في قصف الدوحة.
  • اختراق الأجواء الأردنية والسورية والعراقية والسعودية.

هذا التباهي يشير إلى غرور إسرائيلي وربما ثقة بوجود تنسيق كامل مع الولايات المتحدة.

الموقف الأمريكي

تصريحات المسؤولين الأمريكيين كانت متضاربة في البداية، لكن شبكة CBS أكدت لاحقًا أن الولايات المتحدة أُبلغت مسبقًا بالعملية.

  • هذا يؤكد أن أمريكا كانت على علم كامل.
  • عدم تعرض إسرائيل لأي عواقب من واشنطن يعزز فكرة التنسيق المباشر.
  • تهديد السفير الإسرائيلي لعناصر حماس بإمكانية تكرار الضربات دليل إضافي.

الرسالة الواضحة من واشنطن هي: إسرائيل أولاً، حتى لو كان الثمن حلفاء استراتيجيين مثل قطر.

“قد يهمك: ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط


تداعيات الضربة وتوحيد الصف الخليجي

على الرغم من وعود دونالد ترامب لأمير قطر بأن “الموضوع لن يتكرر”، فإن غرض الانتقام من حماس كان أكبر بكثير.

هذه الضربة لا تمثل اعتداءً على قطر وحدها، بل هي اعتداء على المنطقة بأكملها.

إن ما حدث في الدوحة هو تحذير لكل العواصم الخليجية بأن:

  • زيارات الرؤساء الأمريكيين ليست حصانة.
  • العلاقة مع أمريكا قد تتغير في لحظة إذا تعارضت مع مصالح إسرائيل.

الموقف الخليجي الموحد

الرد القطري، المتوقع أن يكون حاسمًا، يتلقى دعمًا كبيرًا من الدول الخليجية.

  • ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن أن “كل أدوات السعودية قمة قطر”.
  • هذا يشير إلى توحيد الصف الخليجي لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق.

ضرب الدوحة هو ضرب لكل العواصم الخليجية، ورسالة بأن الحصانة المزعومة قد تتلاشى في أي وقت. هذه الأحداث تدفع الدول العربية إلى إعادة تقييم تحالفاتها ومواقفها في عالم تتغير فيه القواعد بسرعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى